باتنا - (ا ف ب)
توفي 22 طفلا هنديا بعد تناولهم وجبات غداء مجانية يشتبه في انها تحتوي على مواد كيماوية سامة في مدرسة ابتدائية في ولاية بيهار الهندية الفقيرة، بحسب ما افاد مسؤولون الاربعاء، ما ادى الى احتجاجات غاضبة وما زال 30 طفلا اخرين يتلقون العلاج الاربعاء في مختلف مستشفيات الولاية الاكثر سكانا والافقر في الهند، بعد ان تناولوا وجبة من العدس والخضروات والارز تم طهوها في مدرسة القرية في بيهار.
وقال وزير الصحة في الولاية فياس جي لوكالة فرانس برس انه "بعد وفاة 21 طفلا، سمعنا بان طفلا اخر توفي اثناء علاجه"، فيما تتركز الشبهات حول احتمال ان يكون السبب وجود بقايا مبيد حشرات في الطعام وجرى دفن 20 طفلا تتراوح اعمارهم ما بين 4 و10 سنوات قرب المدرسة في قرية مسراخ بمنطقة ساران صباح الاربعاء.
وخيم الحزن على مستشفى شهابرا، البلدة الرئيسية في منطقة ساران حيث تقع المدرسة، عند ادخال الاطفال الى المستشفى وقد خلت اجسادهم من الحياة وجرى علاج اطفال اخرين استلقوا دون حراك على حمالات، وسط مشاهد الفوضى التي عمت المستشفى، بينما كان اقارب الاطفال يبكون بلا انقطاع خارج المستشفى.
وصرح والد عدد من الاطفال لشبكة ان دي تي في التلفزيونية "ذهب اطفالي الى المدرسة وعادوا الى البيت يبكون بالم .. وحملتهم على ذراعي، ولكنهم واصلوا البكاء واشتكوا من الم شديد في البطن".
وهرع هذا الوالد الى المدرسة ليعرف ما حصل، وقال انه شاهد "العديد من جثث الاطفال ملقاة على الارض" وصرح وزير التربية في بيهار ب.ك. شاهي لوكالة فرانس برس ان الوجبة "يبدو انها كانت سامة". وتوفيت الطاهية كذلك بعد ان تناولت نفس الطعام، بحسب ما افاد مسؤول الحكومة المحلية امارجيت سينها لفرانس برس. ونقل طفلاها اللذان يدرسان في نفس المدرسة الى المستشفى للعلاج.
ومع توالي ارتفاع حصلية القتلى، خرج السكان الغاضبون يحملون العصي الى شوارع شهابرا، وحطموا نوافذ حافلات الشرطة وغيرها من العربات كما حطموا كوخ حراسة تابعا للشرطة.
وقال مسؤول الحكومة المحلية س.ك مول ان "مئات المحتجين الغاضبين خرجوا الى شوارع ساران منذ وقت متاخر من ليل الثلاثاء وطالبوا باتخاذ اجراءات جدية بحق المسؤولين الحكوميين المسؤولين عن هذا الحادث المروع".
وقال سينها ان التحقيقات الاولية اظهرت ان الطعام كان يحتوي على بقايا للفوسفات المستخدم في مبيد للحشرات في الخضروات وافاد سكان في مسراخ للصحافة ان السبب قد يكون زيت الخردل النافذ الرائحة المستخدم في الطبخ.
واضاف امارجيت سينها ان "المحققين يحللون عينات من الوجبات وقيء الضحايا. وحدها نتائج التحقيق النهائية هي المهمة". واعلن نيتيش كومار رئيس وزراء حكومة بيهار عن دفع تعويض بقيمة 200 الف روبية (2500 يورو) لعائلات القتلى. وتطبق الهند أكبر برنامج في العالم للوجبات المجانية في المدارس تغطي 120 مليون طفل. وامرت المحكمة العليا الحكومات المحلية في 2001 بتوفير وجبات غداء مجانية للطلاب في جميع المدارس الابتدائية الحكومية.
ويعتبر المدرسون ان الوجبات المجانية تساعد التلاميذ على المواظبة على الذهاب الى المدرسة في البلد الذي يعاني نحو نصف اطفاله من نقص التغذيةلكن حالات التسمم الغذائي في المدارس غالبا ما تحدث وذلك بسبب ضعف مستوى النظافة في مطابخ هذه المؤسسات واحيانا نوعية الطعام السيئة.
في العام الفائت نقل اكثر من 130 تلميذا الى المستشفيات في بوني (غرب) نتيجة تسمم غذائي بعد تناولهم الغداء في المدرسة، بحسب صحيفة تايمز اوف انديا. وكشف تحقيق عن تلوث طعامهم ببكتيريا اي-كولاي.
وتشهد اسعار الاغذية ارتفاعا منذ ست سنوات في الهند ما يصعب الحياة اليومية لحوالى 455 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر بحسب البنك الدولي.
واقرت الحكومة الهندية في مطلع تموز/يوليو مرسوم برنامج مساعدات غذائية واسع النطاق يخصص للاكثر فقرا، في اجراء تم ارجاؤه تكرارا ثم اعلنت عنه السلطة قبل عام من الانتخابات العامة، في مسعى لتحسين صورتها.
ويفترض ان يكون البرنامج الاوسع عالميا حيث تخصص مساعدات غذائية لحوالى 70% من السكان اي اكثر من 800 مليون نسمة. وهو يضمن حصة غذائية شهرية تشمل ما بين 3 و7 كلغ من الحبوب لكل شخص بحسب عائداته.