المقدمة
نناقش اليوم موضوع "الحب" هذه الكلمة الصغيرة المبنى الكبيرة المعنى التي تهتز لها أفئدة العاشقين وتلهج بذكرها ألسنة العابدين المبتهلين ويوصي بها الأطباء والمصلحون ويسعى الدعاة إلى الله إلى غرسها في نفوس المسلمين أفراداً وجماعات، الحب هذه الكلمة الساحرة ذات الظلال الرقيقة في النفس الإنسانية هل يعكس الإسلام فهماً خاصاً لها؟ وهل يعترف الإسلام بعاطفة الحب على أنها واحدة من أهم الدوافع الإنسانية والمحرِّكات الفعَّالة في السلوك الفردي والجماعي؟ وهل يعاني المسلمون حقاً من أزمة في المحبة جعلت الإنسان لا يفهم إنسانيته على وجهها الصحيح؟ أم أن المسلمين هم أكثر شعوب الأرض صفاء وإنسانية؟ هل يعاني الإنسان في بلادنا من فقر مدقع إلى الحب يعجز فيه عن العطاء والنمو والتواصل مع أسرته ومجتمعه ومع الآخرين؟ ولماذا لا ينظر الأهل إلى الحب المتبادل بين الشاب والفتاة نظرة رضا حتى وإن كان هذا الحب في إطار الشرع؟ وما هو مفهوم الحب في الإسلام وكيف تنظر الشريعة الإسلامية إلى هذه العاطفة وكيف نفهم المودة والرحمة من خلال نصوص القرآن وأحاديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام؟ وهل هناك حب مرغوب فيه وأنواع أخرى من الحب مرفوضة؟ ولماذا جُعلت الكراهية عملاً شيطانياً في الإسلام؟ وما هي المعاني التي تنطوي تحت عنوان عاطفة الحب في الإسلام؟ وكيف ضبط الإسلام هذه العاطفة في إطار قيود وأحكام عامة تنصب في هدف تنظيم المجتمع وإشاعة الأمن والطمأنينة في حياة البشرية جمعاء.