يقول العارف الإسلامي الكبير يحي بن العربي : حضرة الذات هي حضرة تنزيه مطلق وتجرد تام عن أي مثلية وهي الحضرة التي يرى فيها الله نفسه على ما هو عليه وانفرد الحق بها ولا مدخل لنا اليها بحال .ويقول ابن العربي أن التجلي الالهي في المظاهر الدنيوية ينقال ,أما التجلي الإلهي فلا ينقال ولكن يشهد "بضم حرف الياء " وإذا شوهد لا ينضبط لأنه لا يتكرر في المشاهدات ويأتي كل مرة بصورة جديدة . وحضرة الجمال لنا فيها مدخل وشهود كما وجدت في بعض أجزاء معنى التجليات وكشف الحجب في وصايا السيد الإمام الخميني في وصيته لابنته السيدة فاطمة . أما حضرة الجلال فلا مدخل لأحد في معرفته وشهوده ,فهو الهيبة المطلقة التي ليس لأحد بها طاقة وكذلك حضرة الذات الإلهية .
ويجيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم على من يسأله كيف رأيت ربك ؟ فقال :نور أنى أراه .
ويصف العارفون السالكون من أمثال ابو القاسم الديباجي والسيد الخميني وابن العربي وابو العزايم قدس اسرارهم اجمعين :زج بي في النور وأفناني النور وأفنى كل شئ فما عدت أرى سواه .
والعروج هو الرجوع ,فاذا عرج ملك من الملائكة رجع الى أصله بذاته ,واذا عرج الرسول ركب البراق وعرج مع البراق بذاته ,بحكم التبعية والحركة القسرية ,فكان محمولا في عروجه ذاتيا ,والبراق هو ليس كما يتصوره الماديون عن انها دابة تشبه الفرس , فلفظة البراق مشتقة من البرق واللمعان لقوله تعالى :" فاذا برق البصر " سورة القيامة أي تأتي بمنزلة دهش البصر ,ولذا تميز عروج الرسول من عروج الملائكة ,فعروج الرسل لها خاصية خاصة ,واذا عرج الولي ,لاعطاه هذا العروج ميزة خاصة ما عند الرسل , والسبيل الوحيد لمعراج الولي بالهمم ,فيعرج الولي بهمته وبصيرته ,على براق عمله وعلمه المعنوي ,ويقول ابن العربي غاية عروج الاولياء هو للوصول الى الاسماء الحسنى,فان الاسماء الحسنى تطلبها ,فاذا وصلت اليها بالمعراج ,أفاضت عليها من العلوم والانوار على قدر الاستعداد الذي جاءت منه ,وهي ليست علوم تشريع ,انما هي انوار فهوم ,والاسماء الالهية لها على كل معراج ظهور ,وهو فيما أتى به الوحي على نبي مرسل او كتاب منزل ,سواء علم فيه او لو لم يعلم او سمع عنه او لم يسمع عنه,وتخبر الاولياء عن ربها بلا واسطة,لقول الرسول الاكرم :"لي وقت لا يسعني الا ربي " ,وكل شخص لديه هذا المقام ,و يعرف في يوم القيامة ان ربه هو الذي يكلمه ,وفي الدنيا لا يعرف ذلك الا الاولياء واهل الخاصة والعلماء وهم اصحاب العلامات ,فسبحان من خلقنا اطوارا ,وجعل لنا على علم الغيب والشهادة دليلا ليلا نهارا , فمنا من كلم ربه غيبا ومنا من كلمه ربه بالشهادة .
وتعد الماديات ,الغرور المظاهر من الحواجز التي تحجب البصيرة .وهو العلم الذي يطلق عليه "العلم المجرد"
أي تجريد الماديات الى اصلها , كان نرى المكتب او الطاولة ذات الادراج انها من صناعة نجار ماهر , وعند تجريدها تعرف انها كانت خشبا مصدره الشجر .
وكان اسراء الرسول اربع وثلاثون مرة ومنها واحدة اسراء بالروح والجسد ولذا انكره العرب ونازعوه,وهي من الخروقات الجسمانية والباقي رؤيا رآها الرسول ,اما الاولياء فلهم اسراءات روحية برزخية ,يشاهدون فيها معاني متجسدة لمعاني محسوسة في السماء .لاجل ان يريهم من آياته ,ومنها قراءة القرآن الكريم وترتيله يعد معراجا روحيا وهو اسراء لزيادة علم وفتح عين فهم ,لانه حديث الله تبارك وتعالى .وحتى يبقى بالسر الالهي يضرب الله بينه وبين العالم من حوله حجاب فلا يشهده ,فاذا بقي وحده ,رفع عنه حجاب الستر ,فيبقى مع ربه بالاسراء هو لا هو ,فاذا بقي هو لا هو ,اسرى به من حيث هو ,لا من حيث هو ,اسراء معنويا لطيفا فيه هو احد اسرار اختفاء ومغيب السيدة حكيمة اخت الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام .
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
