ميسم رزق
خلال استقبال الرئيس ميشال سليمان، الأسبوع الماضي، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في لقاء لم يخل من التوتر الشديد، سأل سليمان رعد عن «حقيقة الحديث عن وجود عناصر لحزب الله في سوريا ومشاركتهم في القتال»؟ فردّ الأخير قائلاً: «هل يُعقل أنك لست على علم بالأمر؟ الجميع يعلم أننا موجودون هناك، ونشارك في القتال، وهو موقف أعلنّا عنه في أكثر من مناسبة». وأضاف: «قتالنا في سوريا هو في جزء منه دفاع عن المسيحيين، ويستوجب منك شكرنا لا مهاجمتنا». ولما سأل سليمان: «ماذا سيحصل بعد القصير؟»، قال رعد ان «الحزب لن يتهرب من القيام بواجبه، ولن ينسى من وقف إلى جانبه خلال عدوان تموز في أي زمان ومكان». أجوبة رعد لم تلق استحساناً لدى سيد القصر. ولم تخفّف نقمته. لذلك، «اكتمل النقل بالزعرور» في بعبدا أمس، فحمل نواب 14 آذار، في مذكرة رسمية إلى رئيس الجمهورية، نقمة تقاطعت مع مواقف الرئيس وشكواه من تدخّل فريق لبناني في القتال داخل سوريا.
ولولا معركة القصير وبند «التنديد بسلوك حزب الله ومطالبته بالانسحاب الفوري وإنهاء وجوده العسكري في سوريا»، لكان يمكن القول ان المذكرة هي نفسها التي قدّمها الفريق نفسه الى الرئيس نفسه في أيلول الماضي. تتحدث المذكرة عن «سياسة حزب الله الذي يُدخل اللبنانيين في أتون صراعات إقليمية من شأنها تعريضهم لمخاطر مخيفة». وهي مخاطر، إذا ما صحّت، لا تقلّ شأناً عن تلك التي بدأها تيار المستقبل، الذي تبجّح زعيمه الشيخ سعد الحريري بدعمه لـ«الثورة» السورية وبعد ثبوت «تورط» نائبه عقاب صقر، بالصوت والصورة، في عمليات نقل ما يلزم من «بطانيات وحليب وغيره» إلى الثوار. وفي مكان آخر، تحذّر المذكّرة من «كارثة من شأنها أن تنقلنا من دولة مستضعَفة إلى دولة مستباحة وفاشلة تحولت أرضها ثكنة لتدريب المقاتلين وتصديرهم إلى أكثر من مكان»، مطالبة بنشر الجيش على الحدود. وهو، في المناسبة، الجيش نفسه الذي ما انفك بعض الموقعين على المذكرة عن مهاجمته والمطالبة بمحاكمة قائده وبعض عناصره، لأنهم تجرأوا على الوقوف في وجه الجماعات المسلّحة في المدينة. ألم يقل النائب خالد الضاهر علناً إنه «يدعم ثوار سوريا ضد النظام السوري، ومستعدّ لحمايتهم في حال لجوئهم إلى لبنان، وممنوع على الجيش المس بهم». ألم يدع النائب معين المرعبي في مناسبات عدة الى «الوقوف في وجه المؤسسة العسكرية المدعومة من حزب الله». وهل تخفى علاقة النائب محمد كبارة بالجماعات السلفية في طرابلس التي وجهت رصاصها إلى صدور عناصر الجيش في أكثر من معركة؟.
أكثر من ثلاثين «ملاكاً» آذارياً، فردوا أجنحتهم أمام رئيس الجمهورية لرفض «حرب اللبنانيين على أرض الآخرين، أو نقل حروب الآخرين إلى أرض لبنان». ولم يغفلوا «الجريمة التي ارتكبت بحق بلدة عرسال عبر إطلاق صواريخ طائرات النظام السوري على منازلها وسكانها الآمنين»، متناسين بواخر السلاح ومستوعباته التي مرّت عبر مناطق نفوذهم. وتحدثت المذكرة عن «مخاطر مخيفة لا يمكن تقدير تداعياتها السلبية على مختلف المستويات وبما في ذلك تعريض الامن الاقتصادي والمعيشي للبنان».
يعلم فريق «ثورة الأرز » أنه لن يكون لمذكرته صدى خارج القاعة التي قرئت داخلها، وهي لا تعدو كونها قنبلة دخانية، و«تأدية للواجب» في سياق الحملة المحلية ــــ العربية ــــ العالمية على حزب الله.
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
