ثورة يونيو تضخ الأمل في شرايين الإقتصاد..ومفتاح التعافي في يد الاستقرار

أخبار مصر -ياسمين سنبل
رغم المصاعب الكبيرة التي يواجهها الإقتصاد المصري واتساع عجز الموازنة وارتفاع نسبة البطالة، إلا ان ثورة 30 يونيو أطلقت موجة من التفاؤل لم تقف عند المواطنين فقط بل انتقلت الى الخبراء، الذين يتوقعون تعافي إقتصادي على المدى المتوسط والطويل شريطة إستعادة الأمن والتوافق السياسي، واثقين من امكانيات مصر البشرية والمادية التي تتلهف البلدان على الاستثمار بها.
وقال سلطان أبو علي وزير الإقتصاد الأسبق في تصريحات خاصة لموقع أخبار مصر www.egynews.net "الاقتصاد المصري يتأكل ويجب ان نرجع الى رشدنا ولا نخرب بيوتنا بايدينا..ما يجري الان من اقتتال وهدر الدماء التي حرمها الله فهو عبث".
وأضاف أبو علي انه متفائل بالقادم، لافتا الى أنه امرا طبيعيا ان تشهد هذه المرحلة ارتفاعات وانخفاضات واختلافات واتفاقات ولكن لمصلحة مصر يجب ان ننتهج الإتجاه السلمي وندير التنافس السياسي بطريقة سلمية" فالحزب الخاسر عليه ان يهنئ نظيره الكاسب ويسعى بطرق سلمية لتكوين قاعدة شعبية اوسع وهي ثقافة افتقدناها على مرور 30 عاما من الحكم الديكتاتوري أما فاذا تحققت التنافس السلمي ومشاركة واحتواء الجميع دون إقصاء سيؤدي ذلك الى قوة ونمو الإقتصاد وإزدهار السياحة وتشغيل عمالة وتوفير عملة أجنبية.
واضاف أن مصر لديها امكانيات بشرية ومادية تمكنها من الخروج من الازمة الراهنة بشرط حسن الادارة عن طريق اختيار رئيس وزراء جيد يقود فريق متناغم من الوزراء للخروج من الازمة.
العودة إلي أعلي
ثلاث مراحل لتعافي الإقتصاد
وأوضح وزير الاقتصاد الاسبق أن علاج الاقتصاد المصري يتحقق من خلال ثلاث مراحل أساسية، إستتباب الأمن والتنافس السياسي السلمي، ثم يأتي دور السياسة الاقتصادية خلال المرحلة المقبلة لمعالجة عجز الموازنة عن طريق زيادة الإيرادات من خلال فرض ضريبة تصاعدية وضريبة ثروة يمكن ان تفرض على حمامات السباحة مثلا حتى لا تؤثر على الفقراء وتحقق العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للدخل وتكافئ الفرص.
وأضاف الدكتور سلطان ابو على" كما يجب ان نعالج النفقات فتوجه لاصلاح التعليم والصحة خاصة الموجهة إلى أصحاب الدخول المحدودة، وأشار الى ان هناك خطوات جيدة تمت في ملف الدعم على الطاقة، ويجب ان تفعل خطوات اخرى تجاه دعم الطاقة للقضاء على السوق السوداء وتهريب السولار، وقال "لا يمكن ان تشتري مصر سولار بـ12 دولار للليتر الواحد ويتم تهريبه بجنيه، وطالب بضرورة التحول للدعم النقدي ليصل الدعم لمستحقيه.

العودة إلي أعلي
لا للمعونة الامريكية
وقالت علياء المهدي مصر تستطيع النهوض بدون اي معونات"نحن لا نريد المعونة الامريكية" ويمكن الاستغناء عنها تماما، وهناك دولا عربية وغربية اعربت عن استعدادها لدعم مصر كالسعودية والامارات وروسيا.
وأضافت انها متفائلة بمستقبل مصر الاقتصادي حال تحقيق الاستقرارا السياسي والأمني، مؤكدة ان مصر قادرة على جذب استثمارات دون الحاجة الى معونات، مشيرة الى ان مصر جذبت استثمارات اجنبية في عام 2010 تقدر بنحو 13 مليار دولار وهي قادرة على جذب استثمارات بنحو 20 او 25 مليار دولار.
واوضحت المهدي ان مصر لديها امكانيات كبيرة تتميز بها عن غيرها من البلاد، كالقوى البشرية الهائلة فضلا عن القوى الاستهلاكية المتمثلة في عدد السكان الذي يعد الاكبر في منطقة الشرق الاوسط وهي امور تجذب اللاستثمار.

العودة إلي أعلي
صندوق دعم مصر
وبالنسبة لصندوق دعم الاقتصاد المصري " 306306 "الذي تشارك فيه كافة مؤسسات الدولة ورجال الأعمال والأفراد، أوضح الدكتور سلطان أبو علي وزير الإقتصاد الأسبق أنه يعد عمل رمزي تطوعي لا نعول عليه كثيرا، مرجعا ذلك الى أن الأموال المحصلة من الصندوق لن تجلب الموارد المطلوبة لتسديد الدين العام او تاسهم في تقليص عجز الموازنة.
وأضاف أبو علي ان أموال الصندوق ممكن ان تصل الى مليار جنيه بحد اقصى، في المقابل اذا تم تطبيق ضريبة الثروة سنحصل منها نحو 35 مليار جنيه، وستساهم الضريبة التصاعدية بنحو 15 مليار جنيه.
افتتح الأحد 7 يونيو بالبنك المركزى وكافة البنوك العاملة فى السوق المحلية حساب يحمل رقم 306-306 لتلقى المساعدات والتبرعات الخاصة بدعم الاقتصاد المصرى فى تلك المرحلة الحرجة، بالجنيه والدولار الأمريكى.
وقالت الدكتورة علياء المهدي عميدة "فكرة جيدة ان يشارك المصريون في بناء بلدهم الا أنها غير كافية فيجب ان يدعم الاقتصاد بالاستثمارات، التي تؤسس مصانع وتتيح فرص عمل وتدور بالتالي عجلة الانتاج والاستهلاك.
من جانبه، أوضح مصطفى الخبير الاقتصادي بدره ان الصندوق يعد نوع من رفع للروح الإيجابية للشعب المصري وإجتماعه على هدف واحد إلا انه لا يمكن الاعتماد عليه لدعم الاقتصاد بشكل كبير.
وأضاف بدره أن الأهم بعد جمع الاموال القائمين على الصندوق والحرفية في ادارة هذه الأموال، ويرى أن هذه الأموال يجب ان تتدفق في قاع المجتمع اي في القرى الفقيرة والنجوع، فمثلا هناك قرى لا يوجد بها مياه كما يمكن ان نعالج من خلال هذه الاموال الفقراء غير القادرين وبذلك نحقق جزء من مطالب الثورة العدالة الاجتماعية.
العودة إلي أعلي
جولات ترويجية
واقترحت الدكتورة علياء المهدي عميدة كلية السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة تشكيل مجموعات إقتصادية وسياسية تسافر إلى الخارج لتوضيح الصورة التي تشوهها بعض وسائل الاعلام والصحف الغربية وخاصة الامريكية، والتأكيد على أن ما حدث في مصر ثورة شعبية وليست انقلابا عسكريا، لكن قبل ان تتحرك تلك المجموعة يجب القضاء على جيوب الارهاب في سيناء والقاهرة والمحافظات أولا.
وأضافت المهدي ان رئيس الوزراء الجديد يجب ان يكون قوي وجرئ ويده غير مرتعشة، ويحسن اختيار حكومته لتتميز بالكفاءة والقدرة على ادارة شئون البلاد فضلا عن التقارب من الخارج من مبدأ الاقناع بالاستثمار في مصر وليس من موقع "الشحاتة".
وأكدت أن مصر لديها امكانيات كبيرة اساء الرئيس السابق محمد مرسي استخدامه في مهاترات سياسية، كما ان وجود رئيس وزراء ضعيف كهشام قنديل ادى الى تلجيم الحكومة، ودعت الدكتورة علياء المهدي إلى التوقف عن القول انها حكومة انتقالية، بل بالعكس يجب التأكيد على الحكومة الجديدة انها اذا احسنت في ادائها ستستمر.
العودة إلي أعلي
مؤشرات إيجابية
وتوقع وائل عنبة رئيس مجلس ادارة والعضو المنتدب لاحدى شركات ادارة المحافظ المالية ان تدخل البورصة المصرية في موجة صعودية متوسطة وطويلة الاجل، وارجع ذلك الى عدة عوامل منها ان أسعار الأسهم بلغت قاع غير مسبوق، بالاضافة الى تحسن العلاقات مع بالدول العربية مما يؤهلنا لجذب استثماراتها العائدة من الغرب.
واضاف عنبة ان إعادة وزارة الداخلية فرض سيطرتها على الشارع مما يعود بالايجاب على السياحة والاستثمار.
ورجح أن تتحسن نظرة مؤسسات التصنيف الائتماني لتتحول من سلبية الى مستقرة في الوقت الحالي ثم الى يجابية بعد فترة ، لافتا الى انه بالفعل بعد قرار عزل الرئيس السابق محمد مرسي إنخفضت تكلفة التأمين على ديون مصر الخارجية الماضي 80 نقطة اساس، كما ارتفع الجنيه المحلى أمام الدولار في السوق الموازية 30 قرشا.

من جانبه أوضح مصطفى بدره المحلل المال انه من الصعب الحكم على تعافي الاقتصاد المصري في يوم وليلة ولكن هناك مؤشرات ظهرت عقب عزل الرئيس محمد مرسي تعكس تفاؤل بالوضع الاقتصادي خلال المرحلة القادمة، منها ارتفاع مؤشرات البورصة وارتفاع سعر صرف الجنيه امام الدولار واعلان دول عربية شقيقة استعدادها لدعم مصر.
واضاف بدره ان امداد الدول العربية لمصر بالمحروقات يخفف الاعباء على عجز الموازنة، كما ان توافر الدولار يقلل الضغط على الجهاز المصرفي الذي اضطر خلال الفترات الماضية لرفع الفائدة على الودائع لتوفير السيولة.وطالب بضرورة مراجعة الاتفاقات التي عقدت في عهد الدكتور محمد مرسي لانها كانت تخدم فصيل الاخوان المسلمين وتساهم في اخونة الدولة.