القيروان
************
القيروان مدينة فريدة انضمت إلى قائمة التراث العالمي اليونسكو. تفتح مدينة القيروان أبوابها للغمر في الحضارة البونيقية، أولى حضارات منطقة البحر المتوسط الغربية. و أتت هذه الحضارة من الشرق الأوسط التي تأقلمت في إفريقيا و أقامت الإمبراطورية التي امتدت من سردينيا إلى إسبانيا. و يمكن في القيروان مشاهدة الآثار للمدينة القديمة كما يمكن التعرف على شوارعها و بيوتها العريقة.
متحف الفنون و التقاليد الشعبية
*******************************
أقيم هذا المتحف في مزار قديم لولي صالح يدعى سيدي الزيتوني، وبني على النمط المعماري المحلي، فكسيت قبابه بقرميد أخضر مبرنق وزخرفت جدرانه بجص منقوش وجليز من الفخار وفرشت أرضيته بجليز قديم جدا من طين مشوي. وتحتضن هذه الزاوية مجموعات من المصنوعات التقليدية التي اشتهرت بها الجزيرة وشكلت على مدى القرون ثروتها الرئيسية : النسيج و المصبوغ و الخزف و الخشب المنقوش
ويحتوي المتحف على مجموعة رائعة من الملابس التقليدية الجربية، وأخرى من الحلي اليهودية والإسلامية. وفي مبنى فرعي، أعيد تشكيل ورشة خزاف بجميع لوازمها من دواليب وأدوات، الخ... وفيها أيضا مجموعة نفيسة من الأواني المصنوعة من الفخار المشوي
سبيطلة
***********
تقع سبيطلة – سفيتلة القديمة - في الوسط الغربي للبلاد التونسية وتبعد حوالي 260 كلم عن قرطاج. ويعود الإستقرار البشري بسبيطلة إلى عصور بعيدة وعلى الأقل بالأحواز المباشرة للمدينة العتيقة حيث تم العثور على رماديات متعددة ترجع إلى الألفية الثامنة والسادسة قبل الميلاد. إلا أن تأسيس المدينة يؤرخ بالنصف الثاني للقرن الأول الميلادي، في فترة حكم الفلافيين.
ومع انتشار المسيحية أصبحت سبيطلة مقر أسقفية خلال القرن الثالث الميلادي على أقصى تقدير. وقد تعرفنا على أسماء العديد من أساقفة المدينة بفضل محاضر جلسات المجامع المسيحية المجتمعة في عديد المدن الإفريقية من بينهم أسقف دعاه الإمبراطور هنوريوس سنة 411 لإدانة الدوناتية
وإثر رجوع البيزنطيين في عهد الإمبراطور جستنيانوس سنة 533 أصبحت سبيطلة أحد مراكز الحكم البيزنطي. ويبدو أن البطريق جرجير اختار المدينة مقرا له إثر إعلانه الاستقلال عن الإمبراطور بداية القرن 7 الميلادي. و قد تم خلال هذه الفترة تحصين عدد من المباني للتصدي لهجومات قبائل البربر والجيوش الإسلامية القوية الزاحفة من طرابلس جنوبا. وفعلا فقد دارت أولى المعارك بين البيزنطيين والمسلمين بسبيطلة أو قربها و توجت بانتصار المسلمين في سنة 647 وبذلك بدأت البلاد التونسية بصفة خاصة وشمال إفريقيا بصفة عامة مرحلة جديدة من تاريخها.